اعتقدت لسنوات أن النساء متشابهات كما هي الوسائد في غرفتي، وكما هي الأقلام بخزانتي..إلى أن حل ذاك المساء من سبت ما ،حيث اعتدت أن أشرب قهوتي وحيدا بمقهى للسوريين وسط مدينة فاس ،مقهى صغيرة بطبق سفلي يحوي طاولتين وطابق علوي بأربع طاولات ..أفضل الجلوس بهذا الطابق العلوي مرفوقا بكتاب أو جريدة أو أوراق للكتابة وقلم...كان النادل نضال السوري هو من يقدم لي القهوة عند كل مرة أحضر فيها ،شاب من سوريا في بداية الثلاثين ،أجبرته ظروف الحرب هناك على الالتحاق بقريبه الوحيد بالمغرب ،فعمه هو من يملك هذه المقهى ..إلا أن هذه المرة لم يحضر لي نضال القهوة .